الفصل الثّاني
التّعاليم السّليمة
1 أمّا أنتَ، يا بُنيّ تِيتوسَ، فعَلِّمِ المؤمنينَ في الجَماعاتِ السُّلوكَ الّذي يَتَّفِقُ مَعَ الإرشادِ السَّليمِ:* كان الرّومان شديدي الحذر من الأديان الوافدة من الشرق لأنّها تدعو إلى تدمير الأخلاق والقِيَمِ الأسريّة. وبما أنّ الدّعاة المضلّلين كانوا يسعون إلى هذه الغاية، وخاصّة إلى زعزعة النّظام الأسري، فقد كتب بولس ما يلي مبيِّنا الأحكامَ الأسَريّة للمؤمنين، لكي لا تَلحقهم الشّبهاتُ أو الانتقادات. وبما أنّ العديد من هذه العائلات كانت تملك عبيدا، فقد كان من الضّروري أن يتعلّم كلاهما كيفيّة التّعامل مع الآخر. 2 عَلِّمْ كِبارَ السِّنِ مِنهُم أن يَتَحَلَّوا بِالاستِقامةِ والوَقارِ والرَّصانةِ، وأن يَثبُتوا في الإيمانِ والمَحَبّةِ والصَّبرِ. 3 وعَلِّمِ العَجائِز أن يَتَصَرَّفنَ كَما يَليقُ بِنِساءٍ تَقيّاتٍ، وأن يَبتَعِدنَ عن النَّميمةِ، ولا يُدمِنَّ الخَمرَ، إنّما عَليهِنّ أن يَكُنّ مُرشِداتٍ إلى الصَّلاحِ، 4 وعليهِنّ أن يُعَلِّمنَ الزَّوجاتِ الشّابّاتِ حُبَّ أزواجِهِنّ وأولادِهِنّ، 5 فيَكُنّ بِذلِكَ عاقِلاتٍ عَفيفاتٍ، يُحسِنّ العِنايةَ ببُيوتِهِنّ، ويَحتَرِمنَ مَكانةَ أزواجِهِنّ، حَتّى لا يَستَهينَ أحَدٌ بِرِسالةِ اللهِ.
6 وأرشِدِ الشُّبّان أيضًا ليَكونوا عُقَلاء. 7 وعليكَ أن تَكونَ أُسوَةً لهُم في كُلِّ الأعمالِ الصّالِحةِ، وكُن رَصِينًا، نَزيهًا في تَعليمِكَ، 8 واجعَل كَلامَكَ خاليًا مِن كُلِّ عَيبٍ، فيَخزَى خُصومُنا لأنّهُم لا يَجِدونَ أمرًا سَيِّئًا يَنسِبونَهُ إلينا.
9 وأرشِدِ العَبيدَ مِن المؤمنينَ، كَي يَحتَرِموا مَكانةَ سادتِهِم، ويَسعَوا إلى إرضائِهِم دائمًا دونَ مُجادَلةٍ، 10 فلا يَسرِقوا مِنهُم شَيئًا، بل عليهِم أن يُظهِروا وفاءَهُم التّامَّ. وبِهذا يَرفَعُونَ في كُلِّ ما يأتونَهُ مِن أعمالٍ جَمالَ تَعاليمِ اللهِ مُنَجِّينا.
11 هكذا عَلينا أن نَعيشَ في طاعةِ اللهِ الّذي أظهَرَ فَضلَهُ وبِهِ تَكونُ نَجاةُ النّاسِ جَميعًا. 12 لقد أرشَدَنا اللهُ إلى ضَرورةِ رَفضِ فَسادِ هذِهِ الدُّنيا وأهوائِها، وإلى العَيشِ في عِفّةٍ وصَلاحِ وتَقوى في هذِهِ الدُّنيا 13 فيما نَنتَظِرُ بِكُلِّ يَقينٍ حُلولَ اليَومِ السَّعيدِ، وفيهِ يَتَجَلّى سَيِّدُنا عيسى المَسيحُ، ألا وهو هَيبةُ إِلهِنا العَظِيمِ ومُنَجِّينا.† يمكن أن نترجم هذه الكلمات بطريقة أخرى مثل: “تجلّي هيبة إلهنا العظيم ومُنَجِّينا عيسى المسيح”. 14 لقد فَدانا بِنَفسِهِ فأنقَذَنا مِن كُلِّ عَمَلٍ أثيمٍ،‡ يستعمل بولس هنا فكرة الافتداء، وقد تمّ استعمالُها في التّوراة للإشارة إلى بني يعقوب عند تحريرهم من العبوديّة في مصر. ويطبّق بولس هذه الفكرةَ على أتباع السيّد المسيح، سواء كانوا يهودا أم غير يهود. وطَهَّرَنا وجَعَلَنا مِمَّن خَصَّهُم لذاتِهِ، مُتَحَمِّسِينَ لِعَمَلِ الخَيرِ.
15 فعَلِّم المؤمنينَ هذِهِ الأخلاقَ وشُدَّ عَزمَهُم. وبِما أنّكَ تَتَمَتَّعُ بِالحَقِّ في مُعاتبَتِهِم، فلا تَدَعْ أحَدًا مِنهُم يَستَهِينُ بِكَ.
*الفصل الثّاني:1 كان الرّومان شديدي الحذر من الأديان الوافدة من الشرق لأنّها تدعو إلى تدمير الأخلاق والقِيَمِ الأسريّة. وبما أنّ الدّعاة المضلّلين كانوا يسعون إلى هذه الغاية، وخاصّة إلى زعزعة النّظام الأسري، فقد كتب بولس ما يلي مبيِّنا الأحكامَ الأسَريّة للمؤمنين، لكي لا تَلحقهم الشّبهاتُ أو الانتقادات. وبما أنّ العديد من هذه العائلات كانت تملك عبيدا، فقد كان من الضّروري أن يتعلّم كلاهما كيفيّة التّعامل مع الآخر.
†الفصل الثّاني:13 يمكن أن نترجم هذه الكلمات بطريقة أخرى مثل: “تجلّي هيبة إلهنا العظيم ومُنَجِّينا عيسى المسيح”.
‡الفصل الثّاني:14 يستعمل بولس هنا فكرة الافتداء، وقد تمّ استعمالُها في التّوراة للإشارة إلى بني يعقوب عند تحريرهم من العبوديّة في مصر. ويطبّق بولس هذه الفكرةَ على أتباع السيّد المسيح، سواء كانوا يهودا أم غير يهود.