الفصل الرّابع
يجب على قادة المؤمنين أن يقتدوا بالسّيّد المسيح
1 يا إخواني وأخَواتي في اللهِ، عليكُم اعتِبارُنا أنا وشَمسيّ وبُطرُس، لا زُعَماءَ في الدُّنيا بَل مُجَرَّدَ خُدامِ للسَّيِّدِ المَسيحِ، مُوَكَّلِينَ على كَشفِ أسرارِ اللهِ. 2 ويَجِبُ على الوُكَلاءِ أن يَجِدَهُم سَيِّدُهم أُمَناءَ مُخلِصينَ. 3 أمّا أنا فما هَمَّني أبَدًا إن حاسَبتُموني أو حاسَبَني غَيرُكُم مِن البَشَر. بل إنّي لا أُحاسِبُ نَفسي، 4 ولا يُلقي إليَّ ضَميري بمَقالٍ. ولكن هذا لَيسَ دَليلاً أنِّي على الحقِّ، فمَولاي عِيسى المَسيحُ هو الّذي يُحاسِبُني. 5 فلا تَحكُموا على النّاسِ قَبلَ الأوانِ، قَبلَ أن يأتيَ سَيِّدُنا عيسى بفَصلِ الخِطابِ، فيَكشِفَ مِن النّاسِ الخَفايا، ويَفتَحَ القُلوبَ، وعِندئذٍ يَحصُلُ كُلُّ واحِدٍ مِنكُم على الثَّناءِ الّذي يَستَحِقُّهُ مِن اللهِ.
6 إخوةَ المَحبَّةِ في اللهِ، لقد جَعَلتُ مِن نَفسي ومِن الأخِ شَمسيّ مِثالاً تَحتَذونَ بِهِ، فيَجبُ ألا تَتَجاوَزوا ما كَتَبتُهُ لكُم مِن كُتُبِ الأوَّلينَ سابِقًا. فلا تَتَفاخَروا بمَن تَتبَعونَهُ احتِقارًا للقادةِ الآخَرينَ.
7 فمَن أعطاكَ الحقَّ حَتّى تَحكُمَ على النّاسِ؟ إنّ اللهَ هو الّذي أعطاكَ ما عِندَك! فكَيفَ تَتَباهى بما عِندَكَ كَأنّما صَنَعَتْهُ لكَ يَداكَ؟
8 يا لخُسرانِكُم بكِبريائِكُم، تَمشُونَ في الأرضِ كَأنّما وَصَلتُم إلى النَّعيمِ وشَبِعتُم، واكتَفَيتُم مِن كُلِّ أنواعِ الكَراماتِ، وصِرتُم حُكّامًا، وتَرَكتُمونا هُنا في دُنيا الشَّقاءِ! وليْتَكُم حقًّا وَصَلتُم إلى النّعيمِ، حَتّى نُشارِكَكُم في هذا الشَّرفِ!
* 9 وبَدلاً مِن ذلِكَ، فإنّي أرى أنّ اللهَ جَعَلَنا نَحنُ الحَواريّينَ في آخرِ الصَّفِّ، وإنّ مَثلَنا فيكُم كَمَثلِ الأسرى المُنقادينَ في مُؤخَّرةِ مَوكبِ انتِصارِ القائدِ، والمَحكومِ عليهِم بالإعدامِ، فنَحنُ صِرنا مَشهَدًا لكُلِّ مَن في الكَونِ، للمَلائكةِ والنّاسِ على حَدٍّ سَواءٍ،
† 10 ولا يَهُمُّنا النّاسُ وما يَزعُمونَهُ. أمّا أنتُم، فبكَلامِهِم تَهتَمّونَ. إنّهُم يَقولونَ إنّنا أغبياءُ مَجانينَ، لأنّنا دُعاةٌ للهِ والسَّيِّدِ المَسيحِ.ِ وهل تَعتَبِرونَ أنفُسَكُم عُقَلاءَ لأنّكُم مؤمنونَ؟ تَنظُرونَ باحتِقارٍ إلينا، كَأنّما كُنتُم أسيادًا أقوياءَ. أنتُم المُكَرَّمونَ، ونَحنُ المُحتَقَرونَ.
11 كذلِكَ، إنّنا هُنا جياعٌ، عَطاشى عُراةٌ مُعَذَّبونَ مُشَرَّدونَ،
12 إنّنا نَتعَبُ ونَعمَلُ بأيدينا لنَحصُلَ على قوتِ يَومِنا. نَسألُ اللهَ أن يُبارِكَ الّذينَ يَشتُمونَنا، وإذا اضطَهَدونا كُنّا على ذلِكَ مِن الصّابِرينَ،
13 يُفْتَرى علينا فنَتَكَلَّمُ بلُطفٍ. وما زالَ أهلُ الدُّنيا يَحتَقِرونَنا ويَعتَبِرونَنا مِثلَ الحُثالةِ أو نُفايةِ العالَمِ، وإلى يَومِنا هذا.
نصيحة أبويّة
14 وما كَتَبتُ هذا لألومَكُم أو أُذِلَّكُم، بل لأنصَحَكُم كأولادي المَحبوبينَ،
15 فاتَّخِذوا إن رَغِبتُم آلافًا مِن المُرشِدينَ، فأنا وَحدي أبوكُم الّذي أخرَجَكُم إلى النّور، فآمَنتُم برِسالةِ سَيِّدِنا عيسى حينَ لبَّيتُم النِّداءَ مِنّي،
‡ 16 فأُناشدُكُم أن تَقتَدوا بي.
17 وهذا هو سَبَبُ قُدومِ الأخِ تيموتاوي عليكُم، إنّهُ ابني الحَبيبُ المُرتَضى، وهو تابِعُ المَسيحِ المُرتَجى، يُذكِّرُكُم بسِيرتي، لأنّي أتبَعُ صِراطَ سَيِّدِنا عيسى المَسيحِ وسِيرتي تَتَّفقُ مَعَ التَّعاليمِ الّتي أبَثُّها في جَماعاتِ المؤمنينَ في كُلِّ مَكانٍ.
§ 18 ولقد ظَنَّ بَعضُكُم أنّي لن أحضُرَ بَينَكُم لأُعاتبَكُم، فانتَفَخَتْ صُدورُكُم زَهوًا، 19 ولكنّي سأحضُرُ إن شاءَ اللهُ قَريبًا لأرى، هل للمُتَكَبِّرينَ قوَّةٌ أم أن قوَّتَهم لَغوٌ وهُراءٌ؟! 20 فالسُّلطانُ في مَملَكةِ اللهِ المَوعودةِ لا يَكونُ بالكَلامِ بل بقوَّةِ رُوحِ اللهِ. 21 فماذا تُريدونَ؟ هل تُريدونَ أن أُلاقيَكُم باللَّومِ والتَّقريعِ أم بالمَحبَّةِ واللُّطفِ واللّينِ؟